قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}
  وأيام لهوهم؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون}[يس: ٦٥]، فأي حشمة أو فضيحة أو عظيمة أشد من كلام الجوارح، وشهادتها على العبد بما كان من فعله، وما ارتكب من معصيته في أيام مهلته وأوان غفلته؛ فنعوذ بالله من شر المنقلب، وموقف الجزاء، وقبح الهول والخزاء؛ إنه ولينا، وغاية قصدنا.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}[النساء: ٤٣]
  قال في المجموعة الفاخرة:
  وأما قوله سبحانه: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، يعني: سكر النوم؛ وذلك أن قوما من أصحاب النبي ÷، كانوا يصلون مع النبي ÷ صلاة المغرب، ثم يجلسون ينتظرون العتمة، فإذا جاءت العتمة قام النبي ÷ يصلي بهم، فيقومون وراءه، وليس هم يدرون ما يقول النبي ÷، مما بهم من الغلبة والسكر والنوم؛ فنهاهم الله عن الصلاة وهم في ذلك، حتى يعلموا ما يقولون؛ لأن الله ø لم يحل لأحد من خلقه خمرا قط.
  وقال في كتاب تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}؟
  فالسكر الذي نهي عن الصلاة معه وفيه فهو: سكر النوم، وغلبته، وغشيانه لعقل من ينزل به؛ فنهى الله المؤمنين عن الصلاة، حتى يزول عنهم اسم النوم، ويصيروا إلى حد المتيقظين من الأنام، وترجع إليهم عقولهم، فيعرفون ما