تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة المرسلات

صفحة 325 - الجزء 3

سورة المرسلات

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام الهادي يحيى بن الحسين #:

  قال الله سبحانه: {والمرسلات عرفا ١}، فالمرسلات فهو: السحائب المنشآت. {عرفا ١}، يقول: متصلات معا، يتبع بعضها بعضا، ولا يفاوت شيء منها شيئا.

  {فالعاصفات عصفا ٢}، فهن: الرياح الهابات، الشديدات الهبوب، المزعزعات لما هببن عليه، الحاملات ما قوين عليه. {عصفا ٢}: فالعصف هو: الشدة منهن، وإنما قيل: عاصفة؛ لعصفها للأشياء، وعصفها للأشياء فهو: زعزعتها لها، وحملها ورفعها، ووضعها لما ترفع، من الأشياء وتضع، وإجالتها لما تحمل مما تمر عليه، وتقع فيه.

  {والناشرات نشرا ٣}، فهن: السحائب الممطرات، اللواتي ينشرنه برحمة الرحيم في كل الجهات، وحيث ما شاء من البقاع، المحتاجات إلى ما ينتشر فيهن وعليهن من الرحمة، ويقع فيهن بوقوع الغيث من البركة؛ فتنشر رحمة الله حيث شاء، وتنيلها من أمرت بإنالته من المربوبين، فتغيث بذلك من شاء الله من المغاثين.

  {فالفارقات فرقا ٤}، فهن: الملائكة المقربون، الذين يفرقون بين الحق والباطل، بما تتنزل به من التبيين والحجج، من عند الواحد المنان، في الوحي والقرآن.