قوله تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}
  صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم}؟
  فقال: هؤلاء أهل التوبة إلى الله من بعد المعصية، فذكر الله عنهم أنهم عملوا عملا سيئا، ثم خلطوا أعمالهم بالصالحات؛ فعملوا بها من بعد التوبة وبعد العمل الردي. ومعنى {عسى الله} هو: إيجاب القبول للتوبة من التائبين، من بعد الإخلاص لله بالتوبة، وليس كما يقول الجهال: إنهم يعملون قبيحا وحسنا في حالة واحدة، ويتقبل منهم الحسن، هذا ما لا يكون؛ لأن الله يقول: {إنما يتقبل الله من المتقين}[المائدة: ٢٧]، ومن كان في معصية الله فليس بمتق، ومن لم يكن بمتق فليس يقبل عمله منه.
  · قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُم}[التوبة: ١٠٣]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  قال أحمد بن يحيى ª: الصلاة في هذا الموضع دعاء لهم بالخير والرحمة وما أشبه ذلك، والصلاة في لغة العرب فهي: الدعاء؛ قال الأعشى البكري:
  تقول بنتي وقد قربت مرتحلا ... يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
  عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
  يقول: عليك مثل الذي دعوت لي به، وهذا غير منكر في لغة العرب؛ فافهم ذلك إن شاء الله.