تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا 78 ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا 79}

صفحة 95 - الجزء 2

  نصيرا ٧٥} - فإن الجواب في ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يركن إليهم بترخيص لهم في دينهم، ولا إسعاف لهم في شيء من أمرهم، ولا بتولي أحد منهم؛ ولكنه صلى الله عليه وآله كان رحيما، رفيقا حليما، وصولا للأرحام كريما، فكان صلى الله عليه وآله ربما رق لهم، ومن العذاب الذي أعد لهم - رحمهم؛ فأنزل الله سبحانه عليه: تحريم الرحمة لهم، فأمره والمؤمنين، بترك الرحمة لأهل المعاصي الفاسقين، فقال: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير}⁣[التوبة: ٧٣]، وقال: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}⁣[النور: ٢]، فثبته الله بما أنزل عليه من ذلك؛ فلما أن علم أن رحمتهم لله تسخط - غلظ عليهم، واشتد قلبه عن الرحمة بهم؛ لما أمره الله سبحانه فيهم؛ فكان ذلك تثبيتا منه له عن أن يركن إلى ما يدعوه إليه الكرم، والصلة للرحم من الرحمة؛ لا ما يقول الضالون على الله وعلى رسوله، من أنه كاد أن يركن إليهم، ويميل بالمحاباة في صفهم. ثم قال سبحانه: {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات}، يقول: لو رحمتهم، ورفقت - من بعد نهينا لك عن ذلك - بهم، لكنت لنا من العاصين، وكنت عندنا على ذلك من المعذبين.

  · قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ٧٨ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}⁣[الإسراء: ٧٨]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وقال الله - لا شريك له - في الوقت، وما حد للصلوات منه، فيما نزل من الكتاب لرسوله، صلى الله عليه وآله: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}؛ فجعل الله هذا وقتا