تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا 77}

صفحة 239 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ٧٧}⁣[النساء: ٧٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ...}، إلى قوله: {ولا تظلمون فتيلا

  قال محمد بن يحيى #: هؤلاء قوم ممن كان مع رسول الله صلى الله عليه من المنافقين، ممن كان يظهر بلسانه ما ليس في قلبه، وكانوا ينتزعون إلى الفتنة والقتال، ويمدون أيديهم فيما لا يجوز من الأفعال؛ فنهاهم الله ø عن ذلك، وكان فعلهم هذا من قبل أن يفترض الله ø على النبي صلى الله عليه الجهاد، فأمرهم سبحانه بالجهاد، وحكم به عليهم، وأطلق لنبيه ولهم، ثم نكلوا عما كانوا يقولون، ورجعوا عما كانوا من أنفسهم يظهرون، ثم أخبر أنهم يخشون الناس، ويفزعون من قتالهم، كخشية المؤمنين لله، الذي لا ينكلون عن أمره، ولا يرجعون عن حكمه؛ فذكر ø هؤلاء المنافقين: أنهم يخشون الناس ويهابونهم كخشية الله، وليس لهم خشية لله، ولو كانت لهم خشية لله وهيبة ومعرفة ما نكلوا، ولا رجعوا، ولا ونوا، ولا قصروا؛ ولكن الله ø أخبر نبيه والمؤمنين: أن هؤلاء المنافقين يخشون الناس كخشية الله التي في قلب نبيه وقلوب المؤمنين معه؛ فذم الله سبحانه أهل النفاق، والكفر والشقاق؛ بفعلهم، وما ربك بظلام للعبيد.