سورة القدر
سورة القدر
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  {إنا أنزلناه في ليلة القدر ١ وما أدراك ما ليلة القدر ٢ ليلة القدر خير من ألف شهر ٣ تنزل الملائكة والروح فيها}:
  فقد يكون {أنزلناه}: جعلنا، كما قال سبحانه: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}[الحديد: ٢٥]، {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج}[الزمر: ٦]، وتأويل {أنزل} في ذلك: جعل.
  فيمكن أن يكون: جعل القرآن كله وأحدثه، وأتمه وأكمله فيما ذكر تبارك وتعالى من ليلة القدر المذكورة. والقدر فهو: وقت وقته الله جل ثناؤه من أوقات الدهور، وقد يكون القدر هو: الجلالة والكبر، كما يقال: «إن لفلان أو لكذا وكذا قدرا»، يراد بذلك: أن له لجلالة وكبرا؛ فإن يكن وقتا وقت فهو: وقت ذكره الله وكرمه، بما قدر فيه من أموره المحكمة.
  ومن الأدلة على أن الله جعل القرآن في ليلة القدر كله، وأحدثه فيها فأتمه وأكمله، وأنه لم يرد بتنزيله ووحيه - إنزاله له جملة على رسوله ونبيئه: أن الله سبحانه إنما أنزله على رسوله ÷، وأوحى تبارك وتعالى به إليه مفرقا، لا جملة واحدة، وعلمه إياه جبريل صلى الله عليهما سورة سورة، وآيات آيات معدودة؛ ليقرأه - كما قال سبحانه - على مكث وترتيل.
  ولترتيله وصفه تبارك وتعالى في الوحي له بالتنزيل؛ لأن المفرق المنزل هو: المرتل المفصل، وفي ذلك ما يقول الله تبارك وتعالى فيه: {وقرآنا فرقناه لتقرأه