قوله تعالى: {وبذي القربى}
  وليها؛ فإن الله سبحانه الحكم العدل الذي أتقن كل شيء، ليس في حكمه فساد، ولا في أمره تناقض ولا اعتناد، ولو جعل سبحانه النكاح في أيدي النساء لخرجن من أيدي الرجال، ولأفسدن في كل حال؛ وفي ذلك ما يروى عن أمير المؤمنين رحمة الله عليه عن رسول الله ÷ أنه قال: «لا نكاح إلا بولي وشاهدين». وروي أيضا عنه #: أنه قال: «كل نكاح بلا ولي فهو زنا». وفيه أيضا: ما روي عن عائشة أن النبي ÷ قال: «أي امرئ نكح امرأة بغير إذن وليها فنكاحها باطل»، حتى قالها ثلاثا ... (إلى آخر كلامه #).
  · قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[النساء: ٣٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد الله بن حمزة #:
  عبادته: نهاية الذل والاستكانة له؛ لأن العبادة: التذلل، والتعبد: التذلل، «طريق معبد» أي: مذلل، ولا يشرك شيئا في عبادته: لا يعبد من دونه أحدا، ولا يعتقد النفع والضر إلا من قبله؛ فإن أضفنا أحدهما إلى غيره جعلنا له شريكا في ملكه، تعالى عن ذلك.
  قوله: {وبالوالدين إحسانا}، معناه: يوصيكم الله أن تحسنوا إلى الوالدين إحسانا تاما، والإحسان إليهما: أن لا تشبع ويجوعان، ولا تكتسي ويعريان، وإن كانا مشركين صاحبهما في الدنيا بحسن العشرة، دون المساعدة في المعصية.
  · قوله تعالى: {وبذي القربى}، معناه: يوصيكم بذي القربى، أن تصلوا رحمه، وترعوا ذممه.
  · قوله تعالى: {واليتامى}، وهم: الذين مات آباؤهم وإن حييت الأم، فإن