قوله تعالى: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين 7}
  درعه - أن يفسخها حتى يقاتل»، ومضى صلى الله عليه وآله نحو أحد، فكرهوا ذلك، وجادلوه فيه، وثقل عليهم الخروج إلى قريش، ورجع من الطريق عبد الله ابن أبي الأنصاري في ثلاثمائة، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله في باقي الناس، وبهم من الهيبة والفرق ما قال ø: {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون}؛ من لقاء القوم، وحاربهم وكان من الأمر ما كان.
  · قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ٧}[الأنفال: ٧]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قوله سبحانه: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته}؟
  فقال: الطائفتان فهم: عسكر قريش الذي لقي النبي صلى الله عليه وآله ببدر، والطائفة الأخرى فهي: العير التي أقبلت من الشام إلى مكة؛ لحمل الطعام، فلما أن وعدهم الله أن يظفرهم بأحديهما - أحب المسلمون وودوا: أن تكون طائفة العير والطعام، الذي ليس فيها إلا الحمالين، الذين لا يحاربون ولا يدافعون عنها، ولا شوكة فيها، وأشفقوا من طائفة العسكر، والجيش الذي فيه السلاح والخيل والقتال؛ فأحبوا أن يلقوا غير هذه الطائفة، فتكون أهون عليهم في المعاناة، وأسلم لهم، وكان الله يريد غير ذلك من إذلال العسكر ومن فيه، وقتل أعداء نبيه، وإظهار النصرة على عدوه، وإحقاق الحق، وإبطال الباطل.