قوله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون 163 وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون 164 فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون 165}
  · قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٣ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ١٦٤ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٥}[الأعراف: ١٦٣ - ١٦٤ - ١٦٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، في سياق كلام في وجوب الهجرة للظالمين، بعد ذكره لهذه الآيات ما لفظه:
  كان أهل القرية: ثلاث فرق، نسبها الله إلى العتاء والفسق، وفرقة من الفرق الثلاث معذرة مقصرة، وفرقة منهن واعظة ناهية مذكرة، تنهى من عتا، عن الفسق والعتاء، وتذكر بما يجب لله من الطاعة والرضى، فلم يذكر الله تبارك وتعالى في خبره عنهم، أنه - ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله - أنجى منهم إلا من أمر ونهى، وكان واعظا منبها، وداعيا لهم إلى الله مسمعا، ومقبحا لعتاهم مشنعا، لم يذكر سبحانه عمن خلصه وأنجاه، أنه أقام مع من وعظه ونهاه، في محل الفسق والعتاء، ولا أسبت معهم في قريتهم سبتا، ولا استحل فيها لهم جوارا، ولا قر معهم فيها بعد العتاء قرارا؛ وكيف يقيمون معهم في القرية، مع ما أظهروا لله فيها من المعصية، يرونها فيها عيانا، ويوقنون بها إيقانا، لله كان أجل في صدورهم جلالا، وأكبر في نفوسهم أمرا وشأنا، من أن يجاوروا مشاقيه ومعاصيه، أو يقيموا جيرانا لمن يشاقه ويعصيه، وهم لو جاورهم جار في أنفسهم بما يسخطون، أو بكثير من الأذى والمكروه هم له ساخطون، لا