قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 129}
  · قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}[التوبة: ١٢٩]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم # بعد ذكره للآية:
  العرش العظيم فهو: السلطان والملك، الذي ليس لأحد مع الله فيه نصيب ولا شرك. والتوكل فهو: الاعتماد عليه والثقة به، وأصل توكل كل متوكل فهو: اليقين والمعرفة بربه؛ وفي التوكل على الله وذكره، وما عظم الله من التوكل عليه وقدره - ما يقول تبارك وتعالى لقوم يؤمنون: {الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون}[التغابن: ١٣]. وفي التوكل على الله، ما يقول رسل الله: {ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون}[إبراهيم: ١٢]؛ فمن توكل على الله كفي بالله واستغنى، وعاش في دنياه مسرورا آمنا، غير مشوبة كفايته ولا غناه، بحاجة ولا فقر في آخرته ولا دنياه، ولا مشوب سروره بحزن، ولا أمنه بخوف ولا وهن، كما قال سبحانه: {ألآ إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ٦٢ الذين آمنوا وكانوا يتقون ٦٣ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ٦٤}[يونس: ٦٢ - ٦٤]، وكيف يخاف أو يحزن، ولا يأنس فيأمن، من كان الله معه، ومن حاطه ومنعه؟! وإن مكر به الماكرون، وخذله من قرابته الناصرون!