قوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز 40}
  على ما أحب من البدن الأتقياء.
  · قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}[الحج: ٤٠]
  قال في المجموع المذكور، بعد ذكره للآية:
  يخبر الله سبحانه عما وقع بتخليته للناس، وتمكينه لهم من الاختيار فيما يفعلون من فعل الشر، وما يختارون من فعل البر: أن ذلك مما وقع به التبار والتعادي بينهم، وأن في تضارهم وتمانعهم دفعا من الله بعضهم من بعض، عن الفساد والإيعاث في الأرض، الذي فيه هدم البيع والصلوات، وتخريب المساجد التي يذكر اسم الله فيها بالغدوة والعشيات؛ فدفاع الله بعضهم ببعض هو: المانع لهم من تخريب المساجد، والصوامع، والبيع والصلوات، الذي هو: تعطيلها؛ والتدافع الذي بينهم والتمانع هو: الذي به شغلوا عن هدم البيع والصلوات. والصوامع فهي: التي يكون فيها الرهبان؛ وهي معروفة لمترهبي النصارى في البلدان.
  و قال # في المجموع المذكور، وقد ذكر آخر الآية، وهو قوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}:
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: النصر من الله قد يكون منه سبحانه: بالعلو في الدنيا والغلبة، وقد يكون: يوم المعاد والآخرة، وقد يكون النصر منه تعالى: بإظهار العلم والبرهان والحجة، ويكون تأخير النصر في الدنيا عن أوليائه زيادة لهم في الدرجات والمثوبة.