قوله تعالى: {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون 80 ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون 81}
  معناها: أنهم كفار، حتى يقيموا التوراة والإنجيل، أي: يعملوا بما فيهما من التصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، والتزام ما جاء به عن الله سبحانه وتعالى.
  · قوله تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ٨٠ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٨١}[المائدة: ٨٠ - ٨١]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  يقول سبحانه: لو كانوا يؤمنون بالنبي الذي كان فيهم، وبمن صار من أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم إليهم - لما والوا عدوا مشآقا، ولا أدخلوا عليهم - إذ كانوا أعدءا للرب - مرفقا، بمخالطة منهم لهم ولا معاملة، ولا بمجاورة لأحد منهم ولا محآلة، وقد تعلمون أن من ذكره الله سبحانه في هذه الآية بالتولي للكفار من اليهود، وإن كانوا قد نقضوا في أكثر الأمور ما بينهم وبين الله من العهود، فلم ينقضوا: أنهم غير متولين للكفار في أديانهم، ولا راضين بعبادة ما كان الكافرون يعبدون من أوثانهم، ولا ما كانوا يشرعون في دينهم من الشرائع، ويفترون على الله فيه من الشنائع، في أكل الميتة والدم، وما كانوا يحلون من كل محرم؛ بل كانوا لهم في ذلك مخالفين، ولعملهم فيه من القالين؛ ولكنهم كانوا لهم موالين، وإن لم يكونوا لدينهم قائلين، وكانوا لهم على دينهم من العائبين، ولهم في أنفسهم من المعادين؛ ولكنهم كانوا أولياء لهم بالنصرة والموآدة، وبما ذكرنا من الجوار والمعاملة والمقاعدة؛ أفلا ترون كيف جعلهم رب العالمين، بموالاتهم لمن ظلم - من الظالمين؟! فأثبت سبحانه عليهم في الحكم، أنهم عنده كـ: هم في الظلم، وأنهم منهم؛ بموالاتهم لهم، وإن كانوا برأآء منهم في شرائع دينهم،