قوله تعالى: {فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا}
  · قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ٢}[الفرقان: ٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #، وقد ذكر الآية:
  هذه خاصة في أفعاله تعالى، من الأجسام والأعراض الضرورية، التي لا يقدر عليها سواه: كالروائح، والطعوم، والألوان، والحرارة والبرودة، وما شاكل ذلك، وكالحيوانات والجمادات، وما فيها من الآثار العجيبة والتقدير البديع؛ فأما الفواحش والمخازي، والزور والعدوان، والظلم والكذب - فأي تقدير فيه؟! وأي حكمة في فعله، وفاعله مذموم؟! ولو قيل لمضيف هذه الأفعال إلى الله سبحانه: «يا كاذب، يا سارق، إلى غير ذلك» لأنف على نفسه؛ فكيف يرضى بإضافة ذلك إلى ربه، ويحسنه له عقله ولبه؟! هل هذا إلا الزيغ العظيم، والضلال البعيد!.
  وقوله تعالى: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} يريد: من فعله؛ لأنه تعالى لا يفعل إلا الحكمة، وسواء كانت مشتهاة أو منفورا عنها.
  · قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا}[الفرقان: ١٩]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت عن: قول الله ø: {فما تستطيعون صرفا ولا نصرا}؟
  قال محمد بن يحيى ¥: {فقد كذبوكم بما تقولون} فهو: بما جئتم به من الوحي والتنزيل، وكرهوه فلم يقبلوه، ونسوه فأنكروه. ثم قال ø: {فما تستطيعون صرفا ولا نصرا}، ومعنى: لا يستطيعون صرفا ولا نصرا -