قوله تعالى: {وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين 62}
  · قوله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ٦٢}[الأنفال: ٦٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  يقول سبحانه: وإن يريدوا أن يخدعوك، فيمكروا بالكذب فيما أعطوك، فيعطوك المسالمة كذبا، ويكذبوك بالمخادعة تلعبا - فحسبك في ذلك بتأييد الله ونصره، وبما ألف من قلوب المؤمنين على دينه وأمره، وإذا كان استهزاؤهم ومكرهم إنما هو إخفاؤهم ما يخفون، وسترهم من أمرهم لما يسترون - وأمور(١) الله أستر وأبطن، وأخفى عنهم وأكن، وذلك فقد يكون مكرا من الله بهم واستهزاء، واختداعا من الله لهم صاغرين وإخزاء، وبذلك كان الله خادعا لمن خادعه، لا مخادعا ولا مخدوعا، وكان قلب من خادعه سبحانه من العلم بمكر الله به مقفلا مطبوعا، ليس فيه لله حذار، ولا عن منكره ازدجار، حتى يدهاه من أخذ الله دواهيه، ولا يوقن أن شيئا منها يأتيه، كما قال سبحانه: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}[آل عمران: ٥٤]، وقال ﷻ، عن أن يحويه قول أو يناله: {ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ٥٠ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ٥١}[النمل: ٥٠ - ٥١].
(١) هكذا في النسخة المنقول منها، والقياس أن تكون: [فأمور الله]؛ تأمل.