تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون 22}

صفحة 9 - الجزء 2

  قال في قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه}؛ قال: «{على بينة من ربه}: رسول الله، {ويتلوه شاهد منه}: أنا، وفي نزلت».

  · قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ٢٢}⁣[هود: ٢٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:

  وقال: سألت زيدا # عن قول الله تبارك وتعالى: {لا جرم}؛ قال: هي بمنزلة: «لا محالة»، ثم كثرت في الكلام حتى صدرت بمنزلة: حقا، وأصلها: جرمت، أي: كسبت.

  وأنشد قول الشاعر:

  ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن تغضبوا

  أي: كسبتم الغضب أبدا.

  وقال: يقول العرب: «فلان جارم أهله»، أي: كاسبهم، وجرمتهم، وإنما سمي المذنب مجرما من هذا؛ لأنه كسب واقترف.

  · قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٣٤}⁣[هود: ٣٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألت: عن قول نوح صلى الله عليه: {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم

  فإنما أخبر صلى الله عليه عن نفاذ قدرة الله فيهم، ولم يخبر أنه يريد، ولا أنه لإغوائهم مريد، وإنما قال: {إن كان}، ولم يقل: أن قد كان؛ فقد أوضح وأبان،