قوله تعالى: {لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون 22}
  قال في قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه}؛ قال: «{على بينة من ربه}: رسول الله، {ويتلوه شاهد منه}: أنا، وفي نزلت».
  · قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ٢٢}[هود: ٢٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:
  وقال: سألت زيدا # عن قول الله تبارك وتعالى: {لا جرم}؛ قال: هي بمنزلة: «لا محالة»، ثم كثرت في الكلام حتى صدرت بمنزلة: حقا، وأصلها: جرمت، أي: كسبت.
  وأنشد قول الشاعر:
  ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن تغضبوا
  أي: كسبتم الغضب أبدا.
  وقال: يقول العرب: «فلان جارم أهله»، أي: كاسبهم، وجرمتهم، وإنما سمي المذنب مجرما من هذا؛ لأنه كسب واقترف.
  · قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٣٤}[هود: ٣٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألت: عن قول نوح صلى الله عليه: {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم}؟
  فإنما أخبر صلى الله عليه عن نفاذ قدرة الله فيهم، ولم يخبر أنه يريد، ولا أنه لإغوائهم مريد، وإنما قال: {إن كان}، ولم يقل: أن قد كان؛ فقد أوضح وأبان،