قوله تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 15}
  · قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ١٥}[المائدة: ١٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير}؟
  قال محمد بن يحيى #: هذه المخاطبة من الله ø لأهل الكتاب، وتوقيف لهم، والرسول فهو: محمد صلى الله عليه وآله.
  قال: {يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب}، يريد: ما كنتم تغيرون من أحكامه، وتكتمون من صفة محمد صلى الله عليه وآله، ونبوته، والأمر بطاعته؛ فكان مما يخفون الرجم، فأبانه لهم، وأوقفهم فيه على كذبهم، ومثله من الأشياء التي كانوا يحرفونها، وعمن لا يعرفها من الخلق يغمضونها، فكان هذا شاهدا له صلى الله عليه وآله بالنبوة؛ إذ أخبرهم بما كانوا يخفون، وأظهر لهم كثيرا مما كانوا يسترون، مما لم يكن ليدرك علمه إلا بالوحي من الله ø.
  {ويعفو عن كثير}، فالذي يعفو عنه صلى الله عليه وآله فهو: ما ستره عنهم، وعفى عن كشفه لهم، ومن العفو أيضا: تخفيف الله سبحانه التعبد الذي كان عليهم، لو رجعوا إلى طاعة الله لكانوا في التكليف كالمؤمنين، مثل: عبد الله بن سلام وأصحابه الذين أسلموا معه، فزاح عنهم ما كان من التشديد الأول في التعبد؛ لأن الله ø جعل أمة محمد أمة وسطا في التعبد، فخفف عنهم المحن العظيمة، والأسباب الشديدة؛ فضلا منه وإنعاما، ومنة وإحسانا.