تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون 118}

صفحة 178 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ١١٨}⁣[آل عمران: ١١٨]

  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم #، وقد أورد هذه الآية في سياق كلام ما لفظه:

  وتأويل {من دونكم} هو: من غيركم، يقول سبحانه: لا تتخذوا بطانة من غير أهل دينكم، والبطانة في المقارنة هم: القرناء، كما البطانة في المخادنة هم: الخدناء؛ فمن قارن أحدا في المحل فهو له بالمجاورة: بطانة وقرين، كما أن من خادن أحدا بمحل هو له بالمخادنة: بطانة وخدين، وإنما قيل للبطانة بطانة: لأنها مخآصة ومقارنة؛ فنهى الله سبحانه المؤمنين: أن يتخذوا الظالمين أخلاء أو خدناء، أو جيرة أو قرناء؛ لأن من لا يدين دينهم لا يألونهم خبالا، وإن لم يظهروا لهم حربا ولا قتالا؛ لأنهم يرجعون أبدا بهم وفيهم، عيونا ذاكية لعدو الله عليهم، يجادلونهم بالباطل؛ ليدحضوا به حقهم ودينهم، ويعارضونهم فيه بزخرف القول؛ ليوهنوا به علمهم ويقينهم؛ فبعلم من عليم، وتقدير من حكيم، ما نهاهم الله عن موالاتهم ومخآلتهم، ومنعهم من مجاورتهم ومحآلتهم.

  وقال في مجموع المرتضى بن الهادي @:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ١١٨}، إلى قوله: {إن الله بما يعملون محيط ١٢٠}⁣[آل عمران: ١٢٠]؟

  قال محمد بن يحيى #: معنى قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا