تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين 90}

صفحة 533 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٩٠}⁣[يونس: ٩٠]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  قلت: فما معنى قوله في فرعون: فلما أدركه الغرق {قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين}، فهل قبل الله ذلك منه؟

  قال: لا؛ ألا تسمع كيف يقول الله: {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}، وقوله: {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية}، وإنما أمر الله البحر، فألقاه على جانبه شلوا ميتا. وقوله: {ببدنك}، فالبدن هو: الدرع، وإنما كانت درع من جوهر وياقوت قد اتخذها، وكان لا يلبسها إلا في عظائم أموره الجسيمة الفادحة؛ فأراد سبحانه: أن ينجيه بها؛ لمعرفة من رآه من قومه، فيعتبرون به، ويعلمون أن الله تباركت أسماؤه هو الذي أهلكه، وأنه لا مغالب لحكمه، وهو السميع العليم.

  قلت: فما الدليل على ما قلت في البدن من أنها الدرع؛ بينه لي من لغة العرب؛ حتى أفهمه؟

  قال: الدليل على ذلك ما يقول الشاعر:

  ............................ تحبون للركبات في الأبدان⁣(⁣١)


(١) وفي حاشية المنقول منها: أن البيت لعُبيد بن الأبرص من قصيدة له، وصدره:

أمَّا إذا دُعِيَتْ نَزَالِ فإنهم ... يحبون للركبات في الأبدَان

وقال في تاج العروس للزبيدي: «(و) البَدَنُ: (الدرع القصيرة)، كما في الصحاح؛ زاد ابن =