قوله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب 116}
  الرسالة أولهم وآخرهم»، يريد بقوله ذلك: أي جميعهم، ويقول القائل: «خرجوا عن آخرهم»، وهذا الكلام حسن جميل جائز.
  وقد قيل: إنها لم تنزل عليهم.
  وليس ذلك عندي كذلك؛ لأن الله سبحانه يقول: {إني منزلها عليكم}، وقوله الحق، ووعده الصدق، تعالى علوا كبيرا.
  · قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ١١٦}[المائدة: ١١٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  إن سأل سائل ذو حيرة عن قول الله ø: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}، وعن قوله سبحانه: {كتب على نفسه الرحمة}[الأنعام: ١٢]، وتوهم أن لله ø نفسا كنفس الإنسان، وأنها جزء الجسم، وأنها جوهر يقيم الأعراض؟
  قيل له: إن معنى قول الله سبحانه في كتابه: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}: أي: تعلم ما أعلم، ولا أعلم الذي تعلم، وكذلك قال ø: {كتب على نفسه الرحمة}، فالكاتب هو: المكتوب عليه، وهو الله ø، الكاتب والمكتوب عليه.
  وإن زعم أن النفس معنى غير ذاته، وزعم أنه شخص - سئل عما في النفس: أهي النفس أم غير النفس؟!