تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم 68}

صفحة 494 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٦٧ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٦٨}⁣[الأنفال: ٦٧ - ٦٨]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، في سياق رده على ابن الحنفية ما لفظه:

  ويقال للجهلة الضالين، من المشبهين المجبرين: ما قولكم في قول ربكم، وما مخرج ذلك عندكم، حين يقول سبحانه: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}⁣[الأنفال: ٦٧]، ما أراد الله بهذا من قوله؛ أليس هذا عتاب منه لرسوله، يخبره أنه لم يكن ينبغي له أن يأسرهم، ولا يطمع أصحابه في التشاغل بأخذهم، دون الإثخان لهم بقتلهم؟ ثم قال سبحانه، وجل جلاله، وعز سلطانه: {تريدون عرض الدنيا}⁣[الأنفال: ٦٧]، يريد بذلك: ما أخذوه منهم وفيهم من الفداء. ثم قال: {والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم}⁣[الأنفال: ٦٧]، يقول: والله يريد منكم الاجتهاد في أمر الآخرة، وما يقربكم إليه، ويزيد في كرامتكم لديه. ثم قال: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}⁣[الأنفال: ٦٧]، يقول: لولا حكم من الله سبق بالعفو عنكم، في وقت أسركم، وترككم الاستقصاء في قتل عدوكم - لمسكم فيما أخذتم من غنائمهم وفدائهم عذاب عظيم؛ فتبارك الله الحليم الكريم؛ فأخبر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وآله: أنه قد فعل ما كان غيره أحب إلى الله وأرضى، ولم يتعمد صلى الله عليه وآله لله في ذلك إسخاطا؛ بل لعله توهم: أن الأسر في ذلك الوقت أنكأ، وللكافرين أذل وأشقى، حتى أعلمه الله أن القتل في وقت قيام الحرب كان أنفع، وعلى الإسلام وأهله بالخير أرجع؛ أفيقول الحسن بن محمد وأشياعه، ومن كان على الجهل من أتباعه: إن آجالهم كانت قد جاءت،