تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة البينة

صفحة 457 - الجزء 3

سورة البينة

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #

  {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين}:

  فـ {أهل الكتاب} هم: أهل التوراة، والتوراة فهي: الكتاب الذي نزل على موسى #، وأهله وحملته: اليهود والنصارى. وهم أهل ملل كثيرة شتى، فاليهود منهم فرق كثيرة مختلفة، والنصارى أيضا فأصناف كثيرة متصنفة. فمن اليهود: اليهودية، [ومنهم: فرقة يقال لها: السامرية، ومنهم: فرق أخرى تعرف وتسمى. ومن النصارى: الملكية، ومنهم: اليعقوبية]، ومنهم: النسطورية، في فرق أخرى، تعرف أيضا وتسمى. ولسنا نحتاج في هذا التفسير إلى ذكرها، ولا تفصيل ما هي عليه من أمرها، غير أنهم كلهم وإن افترقوا في مذاهبهم - أهل الكتاب.

  والمشركون فهم: أهل الإثبات مع الله للآلهة والأرباب، وهم مشركو العرب، ومن كان يقر برب.

  ومن الناس من ينكر ويجحد: أن يكون للأشياء رب يعبد، ويزعم: أن الأشياء لم تزل كما ترى، ولا يثبت في الأشياء تدبيرا ولا أثرا، فيكابر في ذلك عماية وجهلا - ما يدركه بعينه عيانا وقيلا، من الصنع النير والتأثير، والبدع المتقن ومحكم التدبير، الذي لا يخفى على عمي ولا بصير، وإن لم يقر بمعاد ولا مصير.

  وليس أولئك ولا من هو كذلك - من أهل التوراة، ولا من أهل الكتاب، ولا ممن يقر بإله ولا برب، كالعرب ومن كان مشبها للعرب، ممن يقر بالله وإن