قوله تعالى: {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون 6}
  فقال: «وإذا ما الظلال»، ولم يذكر بعده خبرا يدل على ما أراد بالظلال، فأضمره وقطعه، وإنما المعنى فيه أنه قال: وإذا ما الظلال قلص ولصق كان الإبل في حرارة تلك الشمس نعالا لهم، واستغنوا عن النعال؛ فافهم هذا الباب، ومن ذلك قول امرئ القيس بن حجر:
  لعمرك لو شيء أتانا رسوله ... سواك، ولكن لم نجد لك مدفعا
  وكان يجب أن يكون: «لو أتانا رسوله لكان منا كذا وكذا»، فأضمره، وأجزاه ذلك، وعرفت العرب ما أراد من الإضمار.
  · قوله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ٦}[الزمر: ٦]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها}؟
  فقال: النفس الواحدة: آدم صلى الله عليه، وخلقه منها زوجها فهو: خلقه من آدم حواء، وقد قيل: إن حواء خلقت من بعض آدم؛ فهذا معنى قوله: {خلق منها زوجها}، وقد يكون خلقه لها منه: قبل نفخه فيه الروح، إذ هو صورة من طين ملقاة.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألتم عن: قول الله سبحانه: {يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد