تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات}

صفحة 46 - الجزء 2

  قال محمد بن يحيى #: أراد إبراهيم # بقوله: {أضللن}: يعني: الأصنام التي اعتكف عليها الجهال، واتخذوها آلهة من دون الرحمن ø، وجهلوا في فعلهم، وتبعوا فعل من مضى من أسلافهم، من أهل الجهل والعمى، والميل عن طريق الهدى. ثم قال #: {فمن تبعني فإنه مني}، يقول: على ملتي وديني، {ومن عصاني فإنك غفور رحيم}، أراد بقوله: {غفور رحيم}: صفة الله سبحانه بالمغفرة والرحمة، والرأفة والمنة، على من تاب إليه، راجعا عن معصيته، تائبا من ذنبه.

  · قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}⁣[إبراهيم: ٤٨]

  قال في كتاب المجموعة الفاخرة:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات

  تأويل {تبدل} هو: تغير؛ وتغييرها هو: نسف ما على وجهها من الجبال، وبعثرة ما فيها من القبور - وبعثرة القبور فهو: إخراج ما فيها من الموتى، وردهم بعد الفناء أجساما وأحياء -، وتسوية تفاوتها، ودكها دكا، كما قال الله العلي الأعلى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} ... إلى آخر الآية، وتبديل حالها: تسوية خلقها، وعدل متفاوتها، وقشع أوساخها، وتجديد بهجتها، واستواء أقطارها، حتى تكون الأرض مستوية فيحآء⁣(⁣١)، معتدلة الأرجاء، لا تفاوت فيها ولا اختلاف؛ بل تكون في ذلك اليوم كلها على غاية الاستواء والائتلاف، لا يرى شيء من آلة الدنيا فيها، ولا أثر فعل من أفاعيل الدهر


(١) أي واسعة، والفيح يتردد بين انتشار الرائحة، وغليان الشيء، وإهراقه، واتساعه؛ كما في (القاموس المحيط)، وقال: «والفَيْحاءُ: الواسِعَةُ من الدُّورِ».