قوله تعالى: {وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون 8 ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون 9}
  · قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ٨ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ٩}[الأنعام: ٨ - ٩]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألته: عن: {وقالوا لولا أنزل عليه ملك}؟
  وكانوا يقولون لولا أنزل عليه، فيكون معه، فيشهد له من رسالته بما ينكرون، فقال الله سبحانه: {ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر} فيهم بأخذهم، {ثم لا ينظرون}، يقول تبارك وتعالى: ثم لا يتركون ساعة ولا يؤخرون، فما ينفعهم إذا أخذوا إيمانهم، بعد رؤيتهم للعذاب وعيانهم.
  ثم قال سبحانه: ولو أنزلنا ملكا ما أيقنوه، إلا أن يروه رؤية ويعاينوه، وما كانوا ليروه عيانا، إلا أن يجعله الله مثلهم إنسانا، في الصورة والحلية، وما للرجال من الهيئة، لا في جميع حدود البشرية؛ ولكنه في المنظر والرؤية، فقال سبحانه: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون}، يقول سبحانه: ولو فعلنا ذلك به، فجعلناه رجلا كما يعرفون، لزادهم ذلك لبسا إلى لبسهم، ولما أيقنوا أنه ملك في أنفسهم، ولو نزلنا عليهم الملك على حاله ملكا، لما كان أحد منهم معاينا له ولا مدركا، إلا أن يأتيهم من الصورة وهيئتها في مثل لباسهم منها، فيرونه ويدركونه بمثل دركهم [و] رؤيتهم لها، وإلا لم يروه ولم يعاينوه أبدا، وكيف يرون من كان من الملائكة، ولم يروا قط من الجن أحدا، والجن في احتجابها عنهم أقرب إليهم قربا، والملائكة أبعد عنهم مكانا ومحتجبا؟! وليس يعاين أبدا من الملائكة الحضرة، إلا عند الموت الذي ليس بعده تأخير ولا نظرة، حين يكشف عن المحظور الغطاء، ويزول عنه الأخذ والإعطاء، فيرى من الحضرة ما لم ير، ويحدث الله له عند المعاينة لهم بصرا، فيعاينهم عند الموت وفي