قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون 105}
  غفور رحيم ١٤٥}[الأنعام]، والمسفوح فهو: السائل، وهو القاطر. وأما قوله {فإنه رجس} فإنه يقول: إنه رجس محرم. وأما {فسقا أهل لغير الله به} فالفسق هو: المعصية، والجرأة على الله بالذبح لغير الله والخطية. وأما قوله: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد}، يريد: غير باغ في فعله، ولا مقدم على المعصية في أكله، ولا مقعد في ذلك لأمر ربه؛ ولكن من اضطر إلى ذلك فجائز له أن يأكل منه، إذا خشي على نفسه التلف من الجوع، فيأكل منه ما يقيم نفسه، ويثبت في بدنه روحه، إلى أن يجد في أمره فسحة.
  قال يحيى بن الحسين ~: كل ما أحل الله سبحانه في كتابه للمسلمين فبين في كتاب الله رب العالمين، وما حرمه عليهم فقد بينه في كتابه لهم؛ {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم}.
  · قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ١٠٥}[المائدة: ١٠٥]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  وسألت: عن قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ...} الآية؟
  إنما قال سبحانه للذين قالوا: {حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا}[المائدة: ١٠٤] من دينهم، وأكثروا الإتباع لدين غيرهم، عليكم بأنفسكم خاصة، فليس يضركم إذا اهتديتم ضلال من اعتقد ضلالة، كان أبا أو غيره؛ لأن كل امرئ إنما يحاسب بما عمله وما له، فإن اهتدى نجا سالما، وإن ضل هلك ظالما؛ لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}[النجم: ٣٩].