تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي}

صفحة 394 - الجزء 1

  ولأمره مقدما؛ ألا تسمع كيف يقول تبارك وتعالى: {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء}⁣[يس: ٨٣]، فأخبر أن ملكوت كل شيء في يده وملكه، سبحانه وتعالى عما يقول به المبطلون، وأهل الزيغ الظلمة الملحدون، الكفرة الجائرون، عز ربنا سبحانه وتعالى عما يقولون.

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين

  قال محمد بن يحيى #: سألت أبي الهادي إلى الحق # عن هذه الآية، فقال: معنى {جن عليه الليل} فهو: غشيه وأجنه، وركبه وأظله، ومعنى: {هذا ربي} فهو: توبيخ وتقريع لعبدة النجوم، على غلطهم وكفرهم في عبادتهم ما لا يضرهم ولا ينفعهم، فقال: {هذا ربي}، يريد: أهذا ربي الذي تزعمون أنه لي ولكم رب، وتدعونني إلى عبادته من دون إلهي وخالقي، وهو زائل آفل، ذاهب غافل؛ هذا لا يكون لي ربا، ولا يجوز أن يدعى خالقا، وكذلك قوله في الشمس والقمر على هذا المعنى الذي قاله في النجم، يريد بذلك كله التوقيف لهم على خطأ فعلهم، والشرك بربهم؛ ألا ترى كيف قد تبرأ من أعمالهم، في عبادة النجوم والشمس والقمر، حين يقول: {إني بريء مما تشركون}⁣[الأنعام: ٧٨]، من بعد التقريع لهم والتوقيف.

  · قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي}⁣[الأنعام: ٧٧]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  معنى قوله: {فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي}، وكذلك قوله في النجم والشمس حين قال: {هذا ربي هذا أكبر}، قال: معنى ذلك منه صلى الله عليه وآله هو على معنى: الذم لهم، والعيب لفعلهم، يريد: أهذا ربي الذي يزول، وينتقل