تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر}

صفحة 431 - الجزء 1

  فحرم الله هذا كله، إذا كان لمسلم ملكا ومالا، مواتا كان أو حيوانا. ولم يحرم سبحانه على طاعم أن يطعمه من حيوان الأنعام، إلا ما ذكر الله في الآية مما خصه بالذكر من الحرام، فأحل سبحانه ذلك كله مستحلا، ولم يحرم شيئا منه تحريما، فأحل ما حرم منه وفيه، لمن اضطر من المؤمنين إليه؛ وفي إجلاله لذلك وإفضاله، وما من به فيه من جلاله - ما يقول سبحانه: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم}⁣[البقرة: ١٧٣]، وليست المغفرة هاهنا من ذنب، ولا عن حرام مرتكب؛ ولكنها مغفرة تخفيف، ورحمة فيما وضع من التكليف.

  وقال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  والمسفوح فهو: السائل، وهو القاطر. وأما قوله: {فإنه رجس} فإنه يقول: إنه رجس محرم. وأما «فسق أهل لغير الله به» فالفسق هو: المعصية والجرأة على الله، بالذبح لغير الله والخطية. وأما قوله: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد} - يريد: غير باغ في فعله، ولا مقدم على المعصية في أكله، ولا مقعد في ذلك لأمر ربه؛ ولكن من اضطر إلى ذلك فجائز له أن يأكل منه، إذا خشي على نفسه التلف من الجوع، فيأكل منه ما يقيم نفسه، ويثبت في بدنه روحه، إلى أن يجد في أمره فسحة. قال يحيى بن الحسين ~: كل ما أحل الله سبحانه في كتابه للمسلمين فبين في كتاب الله رب العالمين، وما حرمه عليهم فقد بينه في كتابه لهم؛ {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم}.

  · قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ}⁣[الأنعام: من آية ١٤٦]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر