قوله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل}
  السعادة، وليست المشيئة بمستثناة من الخلود، وإنما هي مستثناة ممن حكم له في الدنيا باسم، ثم رجع عما كان عليه؛ تقديره: فأما الذين حكم عليهم باسم الشقاء في الدنيا، ففي النار خالدين فيها، إلا أن يتوبوا في الدنيا؛ فهذا الاستثناء هو المراد بقوله: {إلا ما شاء ربك}، وكذلك في: «الذين سعدوا» تقديره: وأما الذين كتب لهم اسم السعادة في الدنيا، ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، إلا أن يخرجوا من الطاعة إلى المعصية في الدنيا. وهو المراد بقوله: {إلا ما شاء ربك}.
  ومما يؤيد ذلك: أن الذين سعدوا لا يخرجون من الجنة أبدا؛ إذا ماتوا سعداء بالإجماع؛ فلو جاز خروج أحد من النار - جاز خروج من يدخل الجنة؛ لأن الاستثناء هاهنا في ذكر الجنة والنار؛ فبطل تعلقهم بهذه الآية. وقد قيل: إن معنى {إلا ما شاء ربك} المراد به: وقت الحساب.
  وأما الخبر الذي رووه عن النبيء ÷ فهو خبر ضعيف؛ لأنه من خبر الآحاد، وإن صح فالمراد به: من حكم له بأنه من أهل النار، ثم تاب في الدنيا - خرج مما حكم عليه به، ويدل على هذا التأويل: ما روي عن النبيء ÷ أنه سمع مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. فقال ÷: «خرج من النار».
  · قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْل}[هود: ١١٤]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  ما يقول سبحانه: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}؛ فجعل سبحانه طرف النهار الأول كله: وقتا للفجر، وجعل الطرف الآخر كله: وقتا للظهر والعصر، وجعل زلف الليل كله جميع: وقتا للمغرب والعشاء معا؛ فبين أوقات الصلوات لمن فرضت عليه، بيانا لا شبهة