قوله تعالى: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون 82 قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم 83}
  · قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ٨٢ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٨٣}[يوسف: ٨٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  ومما حكى الله تعالى عن ولد يعقوب #: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}[يوسف: ٨٢]، فقال: القرية، والقرية فإنما هي: البيوت والدور، وليس البيوت والدور تسأل، وإنما أراد: أهل القرية؛ لأنها من سبب الأهل، والأهل من سببها؛ فجاز ذلك في اللغة العربية.
  وكذلك قولهم: «العير التي أقبلنا فيها»، والعير فإنما هي: الجمال المحملة، وليس الجمال تسأل، ولا تجيب ولا تستشهد، وإنما أرادوا: أهل الجمال، وأرباب الحمولة، فقالوا: «سل العير»، وإنما أرادوا: أهلها.
  · قوله تعالى: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ}[يوسف: ١٠٠]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وأما تأويل قوله: {هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا} - فهي: ما كان من رؤياه في أول أمره، وقيل: فعل إخوته ما فعلوا به، من سجود الكواكب و الشمس والقمر؛ فكان تأويل ذلك: أبويه، وإخوته، وإتيانهم إياه في مملكته، فخروا له سجدا، كما قاله الله سبحانه. ومعنى: {وخروا سجدا} فهو: خروا لله من أجل ما أنعم عليهم به فيه، كما كان سجود الملائكة لآدم، وإنما معنى قول الله سبحانه: {اسجدوا لآدم}، أي: اسجدوا لله من أجل آدم #؛ لعجيب