تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه}

صفحة 8 - الجزء 2

  حابطة؛ إذ لم ينفعهم منها في الآخرة نافعة، كما نفع المؤمنين على ما عملوا، وأحلهم دار الخلد بما صنعوا. وليس - بحمد الله - للمشبهين ولا للمجبرين في هذا حجة على رب العالمين.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:

  مسألة في قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}: ما الذي يوفيهم إن كان جزاء أعمالهم الصالحة؛ فكيف يوفيهم إياه وهو منحط، ولأن الثواب يستحق خالصا على جهة الإجلال والتعظيم، على سبيل الدوام؛ وهذا لا يصح في حال التكليف؟

  الكلام في ذلك: أن المراد بالأعمال هاهنا: ما يكون في مقابلته العوض، ووصوله يصح إلى من يستحق الإجلال، ومن لا يستحقه؛ لأن حد العوض: النفع المستحق لا على جهة الإجلال والتعظيم؛ فمن أراد ذلك، ولم يكن له في الآخرة نصيب - جاز أن يوفيه الباري تعالى ما يستحق من ذلك؛ لأنه محدود، خلاف الثواب فإنه لا نهاية له، ويقارنه الإجلال والتعظيم. والبخس هو: النقص، ولا يجوز أن يبخس سبحانه أحدا من ما يستحقه؛ لأنه واجب العدل؛ لحكمته. ويجوز أن يوفيه تعالى العوض في حال التكليف؛ لأنه بمنزلة أروش الجنايات، وقيم المستهلكات؛ فخالف الثواب.

  · قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}⁣[هود: من آية ١٧]

  قال في كتاب ينابيع النصيحة، في سياق ذكره لبعض فضائل أمير المؤمنين علي # - ما لفظه:

  ومنها: ما رويناه عن الإمام الناصر للحق، بإسناده إلى علي #: أنه