تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}

صفحة 344 - الجزء 2

سورة السجدة

  

  · قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}⁣[السجدة: ٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  تأويله: ملكه للأشياء، وارتفاعه عليها واعتلاه، كما يقول القائل: «استوى فلان على ملك فلان»، فـ: «استوى» يريد: ملك ما كان يملك فلان كله سواء.

  وكذلك يقول إذا ملك ملكه: «قعد على عرش فلان وجلس»، وليس يريد: أن عرشه مقعد له ولا مجلس.

  وقد يكون العرش لكل شيء سقفه وأعلاه، كما جعل الله أعلا ما خلق من السماوات منتهاه، فأي هذا كله قال به في مثل: {استوى على العرش} قائل، لم يخط في تأويله به قائل ولا متأول.

  · قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥}⁣[السجدة: ٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وأما {يوم كان مقداره ألف سنة}: فأنبأ الله - لا شريك له -: أنه يكون في يوم واحد من أمره، في ما ينزل من سمائه إلى أرضه من تقديره - ما مقداره عند غيره لو دبره من المقدرين من الآدميين: ألف سنة في التدبير، وأخبر في ذلك عن قدرته التي ليست لقدير.