قوله تعالى: {بل مكر الليل والنهار}
  منه: إنا لعلى الهدى، وأنتم على الضلالة؛ لأنه قال ø: {ودع أذاهم}، فكان هدى لحد الإنصاف وجميل القول.
  · قوله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَار}[سبأ: ٣٣]
  قال في الكتاب المذكور:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {بل مكر الليل والنهار}، فقلت: كيف مكر الليل والنهار، وهل لهما مكر؟
  قال أحمد بن يحيى @: إنما عنى تبارك وتعالى: مكرهم بالليل والنهار، الذي حاق بهم، ولو كان مكر الليل والنهار الذي حاق بهم: بأنفسهما - لم يجز في العدل أن يؤاخذهم بفعل غيرهم؛ وهذا جائز في لغة العرب؛ يقول الرجل: «أكل الليل يضر بي، وشرب الليل يتعبني، وسهر الليل يعييني»، وإنما المعنى في ذلك كله: أنه يقول: أكلي بالليل، وشربي، وسهري، لا أن لليل فعلا يطالب به الآدمي؛ قالت خنساء الأسلمية، تذكر ناقة فقدت ولدها، وأن جزعها على أخيها صخر كجزع الناقة على ولدها:
  ترعى إذا نسيت حتى إذا ذكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار
  تقول: إنما الناقة مقبلة ومدبرة؛ فصيرتها: إقبالا وإدبارا، ومثله قول أعشى بكر:
  جيادك في الصيف في نعمة ... تصان الجلال وتعطى الشعيرا
  يريد: تصان بالجلال؛ فأضمره.