قوله تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين 42}
  بمثل النار: اسم السموم، فسميت سموما، اشتق لها الاسم، من نار السموم؛ لما فيها من الأذى، والحرارة والقذى، حتى ربما قتلت من تصيبه هذه الريح: ريح السموم، فأهلكته.
  · قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ٤٢}[الحجر: ٤٢]
  قال في كتاب المجموعة الفاخرة:
  وأما ما سأل عنه من: قول الله ø لإبليس: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}، ومن قوله: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ٩٩ إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ١٠٠}[النحل]، وعن قول إبليس حين قال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين ٨٢ إلا عبادك منهم المخلصين ٨٣}، فقال: ما هذا السلطان الذي ليس للشيطان على المؤمنين؟ فتوهم لجهله، وسوء نظره وعلمه: أن الله تبارك وتعالى حال بين إبليس وبين بعض العباد حولا، ومنعه من الوسوسة لهم منعا، وقسرهم عنه قسرا.
  وليس ذلك كما قال؛ ألا تسمع ما ذكر الله عن آدم وزوجه، وكيف كانت وسوسته لهما، حتى أوقعهما فيه، وكذلك اعترض لعيسى بن مريم، حتى دحره، ولم يطمعه في شيء مما ذكره، ولغيرهما من الأنبياء والمؤمنين؛ فلو منعه الله من أحد من المؤمنين منعا، وقسره عن الوسوسة له قسرا - لكان ذلك لأبيهم آدم صلى الله عليه؛ ولكنه سبحانه منعه من ذلك بالنهي له، والزجر عما هو عليه من إغوائه، وعاقبه عليه، وأعد له النار والعذاب فيه، فقال: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}[هود: ١١٩].