تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون 109}

صفحة 413 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٠٩}⁣[الأنعام: ١٠٩]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى ¥: هذا إخبار من الله ø عن أهل الكفر والنفاق، والصد عن الحق والشقاق، من أهل الكتاب وغيرهم، وكانوا يحلفون بالله لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها، ويصدقون لمحمد ÷ عند إتيانها، فقال الله سبحانه: {إنما الآيات عند الله}، ومعنى {عند الله} إنما: إرادتها من الله سبحانه، ثم قال: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون}، فأخبر سبحانه بما علم من سرهم، وأحاط به من غامض كفرهم، وأنهم إذا رأوا الآيات لم يؤمنوا بها، ولا عند المعاينة يصدقونها، ولا يرجعون بها، ولقد جاءهم من الآيات والمعجزات مع رسول الله ÷: ما ثبتت له به النبوة والتصديق، وزاح به الشك عنه، وسوء الظن فيه، فلم ينتفعوا بذلك، ولم يؤمنوا به؛ بل ثبتوا على كفرهم، وأصروا على معصيتهم؛ فأصبحوا بذلك من الخاسرين، وعند الله سبحانه من الهالكين، ولديه من المعذبين، وإنما كان هذا منهم عبثا وتمردا، وعنادا وتعنتا، لغير قصد لهدى، ولا طلب لتقوى، ولقد جاءهم من ربهم الهدى، ونالهم فيه أكبر الشقاء.

  · قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١١٠}⁣[الأنعام: ١١٠]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  تقليب أفئدتهم وأبصارهم: تضليله إياهم فيما يعملون، وتركه تبارك وتعالى