تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فاقع لونها}

صفحة 48 - الجزء 1

  يجدوا تلك الصفة إلا في بقرة الغلام، فطلبوا عند ذلك ابتياعها منه، فأمره موسى - صلى الله عليه - ألا ينفذ لهم بيعها، إلا بما اشترط من ملء جلدها تبرا، فلم يزالوا حتى اشتروها منه بما طلب، فكان ذلك فضلا من الله على الغلام وإحسانا إليه، وآية عظيمة في المقتول، وحجة قيمة على ذوي الفهم والعقول، وخبرة لهم في جميع الأمور؛ فهذا ما يذكر فيها ويروى، والله أعلم ذو العزة والكبرياء.

  · قوله تعالى: {فَاقِعٌ لَوْنُهَا}⁣[البقرة: ٦٩]

  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الإمام الهادي #:

  وسألت: عن قول الله ø: {فاقع لونها}، فقلت: ما الفاقع في الكلام؟

  قال أحمد بن يحيى ~: الفاقع في لغة العرب: الشديد الصفرة؛ تقول العرب: «أصفر فاقع، وأبيض يقق، ولهق أيضا، وأخضر ناضر ونضر، وأحمر قان وناضر، وأسود حالك وحابك»، معروف كل ذلك في اللغة غير مستنكر؛ قال الله ø: {إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين}.

  · قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ٧٤}⁣[البقرة: ٧٤]

  قال في مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #، قال ما لفظه:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي