تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة العاديات

صفحة 464 - الجزء 3

سورة العاديات

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #

  وسألت أبي رحمة الله عليه عن: قول الله سبحانه: {والعاديات ضبحا ١ فالموريات قدحا ٢ فالمغيرات صبحا ٣

  فـ {العاديات}: من كل ذات ظلف أو حافر صلب أو خف، من كل بهيمة جنية وحشية أو إنسية. وتأويل قوله: {ضبحا ١} فهو: عدوا ومرحا.

  و {الموريات قدحا ٢} فهو: ما يورين ويقدحن، إذا عدون وضبحن، بصلابة الأظفار والحوافر والأخفاف، من نار الحجارة والحصاة، والأرض الصلبة الخشناء، فيورين النار من ذلك كله بإيقاد، كما تورى وتوقد النار بالزناد.

  و {المغيرات صبحا ٣} فيما أرى - والله أعلم - خاصة: الخيل؛ بينهن وبين غيرهن من ذوات الحافر، في العدو والقدر واليمن - من الفرق النير الجليل. ولخاص ما فيهن من النعمة والبركة والخير قدمن إن شاء الله في الذكر على البغال و الحمير، فقال الله سبحانه: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ٨}⁣[النحل].

  وتأويل {فأثرن به نقعا ٤}، والنقع هو: الغبار المثار.

  {فوسطن به جمعا ٥} هو: توسطهن بغبارهن للجمع الذي عليه كان المغار.

  وتأويل {إن الإنسان لربه لكنود ٦} فهو: الكافر لنعم الله بكبائر عصيانه، الفاجر العنود.