تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين 49}

صفحة 510 - الجزء 1

  فضله. وأما قوله: {لا تحزن إن الله معنا}، فما نهاه رسول الله ÷ إلا عن مكروه، إلا أن يقول المخالفون: إن أبا بكر نهى رسول الله عن الحزن - فغير مسلم، وغير صحيح؛ بإجماع علماء التفسير. ثم لو سلمنا ذلك تسليم جدل - لما كان لأبي بكر أن يقول مثل ذلك لرسول الله ÷.

  وبعد؛ فإن الله اختص نبيه ÷ بالرحمة والتأييد، دون أبي بكر كما في سياق الآية؛ قال الله تعالى: {فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها}⁣[التوبة: ٤٠]: يريد بذلك محمدا ÷ بلا خلاف؛ فهلا أشرك أبا بكر في السكينة، كما أشرك أمير المؤمنين # ومن وقف معه يوم حنين في السكينة، في قوله تعالى: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها}⁣[التوبة: ٢٦]؛ فدلت هذه الآية على نقيض ما ادعوه من الفضل لأبي بكر.

  · قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ٤٩}⁣[التوبة: ٤٩]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قوله سبحانه: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني

  فقال: نزلت هذه الآية في جد بن قيس؛ وذلك أنه أمره رسول الله صلى الله عليه وآله بالخروج معه في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، قد علمت إعجابي بالنساء، ومحبتي لهن، وأنا أخشى إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر، وافتتن بهن؛ فأنزل الله سبحانه: {ألا في الفتنة سقطوا}، يقول سبحانه: ألا في العذاب وقع وسقط؛ والفتنة فمعناها: العذاب، فأخبر سبحانه: أنه حاد وتعلل لمعنى قد وقع فيه، بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وآله.