تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم 11}

صفحة 93 - الجزء 3

سورة الحديد

  

  · قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١١}⁣[الحديد: ١١]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسئل الهادي إلى الحق ~ عن: قول الله سبحانه: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم}، فقال: إن الاستقراض لا يكون إلا عن حاجة من المستقرض إلى ما استقرض، فما معنى القول؟

  قيل له: إن الاستقراض خارج على معنين، فأحدهما: يكون للإنسان، ولا يكون للرحمن، والآخر: يجوز للإنسان وللرحمن، ويجوز بذلك القول في الإنسان.

  فأما الوجه الذي يكون للإنسان، ولا يجوز في الرحمن فهو: استقراض المحتاج لما يحتاج إليه، مما يقيمه ويحييه، من قوته المضطر إليه؛ وهذا فلا يجوز القول به في الرحمن.

  وأما الوجه الذي يجوز أن يقال به في الرحمن وفي الإنسان فهو: ما يكون من طاعة المطيع لمن يطيعه، وذلك موجود في اللغة والكلام، عند أهل الفصاحة والعلم والتمام؛ وذلك قول العرب لمن اصطنع خيرا، أو أسدى إلى صاحبه يدا: «إن لك عند فلان لقرضا حسنا يجزيك به»، وكذلك إن كان سوءا قيل له: «إن