تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فقل آذنتكم على سواء}

صفحة 238 - الجزء 2

  الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون

  معنى قوله سبحانه: {سبقت لهم منا الحسنى} هو: وجب لهم منا الحكم بالحسنى في دار الدنيا، وتقدم لهم منا في حياتهم الدنيا: وجوب الوعد بالحسنى. والحسنى فهي: الثواب والرحمة، ووجوب المغفرة، ورفع الدرجة. {أولئك عنها مبعدون} يخبر أن هؤلاء الذين قد وجب لهم من الله في الدنيا ما وجب من الحسنى - عنها مبعدون، وهي: النار؛ نعوذ بالله من النار. والذين سبق لهم هذا من الله في حياتهم، ووجب لهم منه الوعد الصادق في دنياهم وآخرتهم - فهم: المؤمنون بالله، والعارفون به، المثبتون لعدله وتوحيده، القائلون بصدق وعده ووعيده، والعارفون بفضل الجهاد في سبيله، الموالون لأوليائه، والمعادون لأعدائه، المؤدون لجميع فرائضه، القائمون بطاعته، التاركون لمعصيته، المستقيمون على واضح سبيله؛ رحمة الله ورضوانه عليهم، ونسأله أن يجعلنا في حكمه كذلك، وأن يرزقنا برحمته ذلك، وأن يفعل بنا ما يفعل بأولئك؛ إنه ولي حميد.

  · قوله تعالى: {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاء}⁣[الأنبياء: ١٠٩]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  قوله ø: {قل آذنتكم على سواء}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: {آذنتكم} في اللسان والبيان إنما هو: أعلمتكم، والسواء فهو: المكان العالي الذي ليس بذي ستر ولا خفاء.