تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {والذاريات ذروا 1 فالحاملات وقرا 2 فالجاريات يسرا 3 فالمقسمات أمرا 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6}

صفحة 31 - الجزء 3

سورة الذاريات

  

  · قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ١ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ٢ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ٣ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ٤ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ٥ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ٦}⁣[الذاريات: من ١، إلى: ٦]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {والذاريات ذروا ١}، إلى قوله: {لواقع ٦

  فقال: {الذاريات} هي: الرياح اللواتي تذري ما تذري من التراب وغيره، مما تحمله الرياح وتذروه. {ذروا} فهو: تأكيد لذروها، وتعجيب لأمرها، وهو كقول الرجل: «فلان يضرب ضربا شديدا، وفلان جرى جريا». {فالحاملات وقرا}، فهن: السحاب، والوقر فهو: ما فيهن من الماء. {فالجاريات يسرا}، فقد قيل: إنهن السفن. {والمقسمات أمرا}، فهي: الملائكة التي تقسم رحمة الله بأمره، وتسوق أرزاقه إلى خلقه، من ماء السماء الذي به حياة جميع الأشياء. {إنما توعدون لصادق}، هو: جواب قسم بما أقسم الله به من هذه الأشياء المتقدمة؛ فأخبر: أن وعده حق، وأن قوله في ذلك كله صدق. {وإن الدين لواقع}، الدين فهو: الجزاء، والجزاء هو: يكون في يوم الدين، ويوم الدين فهو: يوم حشر العالمين، وفي ذلك يقع الدين، والدين فهو: ما ذكرنا، من أنه الجزاء للخلق على