قوله تعالى: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}
  ويدان بيضاوان عندي محلم ... قد يصنعا لك بينهم أن تهضما.
  · قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}[المائدة: ٦٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  قال محمد بن يحيى #: أراد ø: أن أهل التوراة والإنجيل لو أقاموا ما أنزل إليهم من ربهم لدرت أرزاقهم، وكثرت نعمهم، وأكلوا - كما قال - من فوقهم، ومن تحت أرجلهم، ولأنزل عليهم من السماء البركات، ومن الأرض النعم السابغات، كما قال ø: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا}[الجن: ١٦]، وقال: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}[الأعراف: ٦٠].
  فلما أن كانت البركات تأتي من السماء والأرض قال: {من فوقهم ومن تحت أرجلهم}، فكان هذا دليلا وشاهدا على كفر أهل الكتاب في تحريفهم للتوراة والإنجيل، وتركهم ما فيهما من أمر الله ونهيه وأحكامه، وفي مثل ما ذكرت في الآية: ما يروى عن عيسى بن مريم ~ أنه قال: «بحق أقول لكم يا بني إسرائيل: أن لو اتقيتم الله حق تقاته لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أرجلكم، وعن أيمانكم، وعن شمائلكم.
  فإن قلتم: كيف ذلك؟
  فانظروا إلى الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا.
  فإن قلتم: نحن أكبر أجوافا؟
  فانظروا إلى بقر الوحش والظباء والسباع تغدوا خماصا، وتروح بطانا، لا تحرث ولا تزرع، الله يرزقها وإياكم»؛ وفي كتاب الله ø الشاهد لذلك،