قوله تعالى: {قلنا اهبطوا منها جميعا}
  أعمى}؛ لأنه لما أعرض عن ذكر ربه، وضل في الحياة الدنيا، وعمي عن أمر ربه وعن التقوى - حشر يوم القيامة على ضلاله، الذي هو أعمى عن الهدى، ثم بين ذلك - جل ذكره - فقال: {رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}، معنى ذلك: قد كنت أعطيتك بصرا تبصر به، وعقلا تعقل به أمري، وتعرف به آياتي وأمري، فنسيت آياتي وأمري؛ معنى نسيت: تركت ذلك فعاقبتك بأن تركتك من لطفي ورحمتي، وحشرتك على ضلالك، وكفرك لنعمتي، ثم قال جل ذكره زيادة في البيان، واثبات الحجة على ذوي الطغيان: {وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}؛ فالحمد لله على هدايته وتوفيقه، وأعوذ بالله من تركه وخذلانه.
  · قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا}[البقرة: ٣٨]
  قال في كتاب مجموع رسائل الإمام الهادي # في سياق كلام ما لفظه:
  قلت: فقوله: {اهبطوا منها جميعا}!
  قال: ذلك جائز في لغة العرب، ألا ترى أنك تقول: هبطنا نجران، وهبطنا اليمن، ونريد أن نهبط الحجاز. فلما كان ذلك معروفا في اللغة؛ جاز أن يقول: {اهبطوا منها}.