تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون 189}

صفحة 89 - الجزء 1

  القضاء، فيتحاكم إلى الحاكم منهم رجلان، فيكون مع أحدهما سعة وجدة، فيرشي الحاكم، فيحكم له على الآخر الفقير، ويظلمه ويتعدى عليه، فيأخذ مالا يملك بحكم ظالم مسترشي، حكم له بما لا يملكه؛ فقد أدلى بماله إلى هذا الحاكم الظالم، وأكل به أموال الناس جورا وظلما، وتعديا وغشما؛ فهذا معنى الآية.

  وقال في مجموع الإمام القاسم بن محمد # في معنى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}:

  لأ تأخذوها، وتذهبوا بها، وتفوتوها على أهلها.

  · قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٨٩}⁣[البقرة: ١٨٩]

  قال في الأحكام عند ذكره قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} ما لفظه:

  يقول عن أن يحويه قول أو يناله: مواقيت لأحكامهم، وما جعل الله عليهم من فرائضهم، من صومهم وزكاتهم وحجهم، وغير ذلك من أسبابهم.

  وقال في مجموع الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها} ... الآية؟

  قال محمد بن يحيى #: هذا أمر من الله سبحانه للمؤمنين في آتيان البيوت من أبوابها، وتأديب لهم؛ وذلك لما أمرهم الله ø بالاستئذان على أهل البيوت قبل دخولها، وقبل فتح أبوابها - كانوا يرون أن إتيانها من ظهورها أقرب لهم إلى الله، فطلبوا بذلك الفضل، فنهاهم الله عن ذلك، وأمرهم بإتيانها من