تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار}

صفحة 75 - الجزء 1

  تخفيف ورحمة فيما وضع من التكليف.

  · قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}⁣[من آية ١٧٥].

  في مجموع المرتضى بن الهادي @ قال:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فما أصبرهم على النار

  قال محمد بن يحيى #: هذا تبكيت من الله ø لكفرة عباده وتقريع لقلة صبرهم على النار، فقال: {ما أصبرهم على النار} وهم لا يصبرون عليها، وكذلك تقول العرب للرجل في الشيء إذا لم يقو عليه، وأيقنت بعجزه عنه: «ما أقواك على كذا وكذا»، من طريق التقريع له بضعفه وقلة احتماله. وقد قيل: إن معنى {ما أصبرهم على النار}: أي: ما أصبرهم على عمل النار الذي يهلكون به، ويستوجبون العذاب بفعله؛ فأقام النار مقام عملها.

  وقال في كتاب حقائق المعرفة في معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ١٧٥}:

  فهذا اللفظ لفظ التعجب، والله تعالى يجل من أن يتعجب؛ لأنه لا يتعجب من شيء إلا من يجهل وقوعه، أو كان عاجزا عن فعل مثله؛ فهذا معناه: فما اضطرهم على النار، وليس بتعجب، قال الشاعر:

  قلت لها: أصبر هذا بنا ... أمثال بسطام بن قيس قليل⁣(⁣١).


(١) قال في حاشية المطبوع منه: قوله: «أصبر»: أفعل، كأكرم، ومعناه: اضطر هذا الشخص بنا، والتجأ إلينا؛ لعدم وجود أمثال بسطام هذا.