قوله تعالى: {ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين 46}
  لها، معلمون بما جعل الله في ولدها من البركات، والآيات المعجزات.
  والأكمه الذي سألت عنه فهو: الأعمى الذي لا يبصر شيئا، فكان صلى الله عليه يبرئه من عماه بقدرة الله وأمره.
  وإتيان الملائكة إلى مريم فإنما هم: رسل من قبل الله سبحانه، أمروا بذلك غير متكلفين، ولا بقول مبتدئين، ولا عما أمر الله سبحانه زائغين؛ بل له مطيعين، ولأمره منفذين.
  · قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ٤٦}[آل عمران: ٤٦]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {ويكلم الناس في المهد وكهلا}، فقلت: هل كان متكلما صغيرا؟
  وقد كان ~ يتكلم في مهده، فكان من كلامه في مهده آيتان عجيبتان، إحداهما: إثبات لنبوته، ومعجزة ظهرت له؛ إذ الاطفال لا يتكلمون في المهد؛ فعلم الخلق جميعا: أن الكلام لم يكن من عيسى # إلا بإنطاق الله له، وأن تلك حال لا ينالها أحد إلا بعون الله له فيها، واقداره عليها، والثانية: فبراءة لأمه الطاهرة المطهرة من قول اللبس، وما تكلم به فيها أهل البغي والرجس.
  · قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}[آل عمران: ٥٢]
  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم # في سياق كلام ما لفظه:
  فلما أحس عيسى - صلى الله عليه - كفرهم، وتوجس بإصرارهم على الكفر