تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم 52}

صفحة 248 - الجزء 2

  عليه في ألف سنة، من محاسبة المحاسبين، وتوقيف الموقفين على ما تقدم من أعمالهم في دنياهم وحياتهم؛ فهذا معنى ما عنه سألت، من قول الله سبحانه: {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}.

  · قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٥٢}⁣[الحج: ٥٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  تأويل: «ألقى في أمنيته» إنما هو: إلقاء في قراءته وتلاوته⁣(⁣١)؛ وليس ذلك كما يقول من جهله من العامة: إنه يلقيه - على اللسان، فينطق به من رسول أو نبي - شيطان، ولم يجعل الله سبحانه على رسول ولا نبي للشيطان، مثل ذلك التمكن والقدرة والسلطان؛ كيف: والله تبارك وتعالى يقول: {وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ٨٨ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ٨٩ إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ٩٠}⁣[النحل]، وفي مثل ما قلنا: ما يقول رب العالمين: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}⁣[الحجر: ٤٢].

  وجهلة العامة يزعمون: أن الشيطان ألقى على رسول الله ÷، وهو يتمنى ويقرأ: أذكر آلهة قريش من اللات والعزى. فقرأ في ذكرها: «وإن تلك لهي الغرانيق العلى، وإن شفاعتها عند الله لترتجى»؛ هذا لا يجوز على


(١) المصدر هنا بمعنى المفعول، أي في المقروء والمتلوِّ الذي جاء به ÷. وليس في القراءة والتلاوة من الرسول ÷ كما قالت العامة، وقد نفاه الإمام فيما سيأتي.