تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا 78}

صفحة 240 - الجزء 1

  وقولهم: {لولا أخرتنا إلى أجل قريب}، يقولون: إلى انقضاء المدة، وحضور الموت؛ فأخبرهم ø أن متاع الدنيا قليل، وأنهم لو بلغوا في المدة غاية الأمل والإرادة لكان آخره انصرام وذهاب، وكل ما زال وذهب فليس بغبطة لمن كان له عقل ومعرفة.

  والفتيل فقد قيل: إنه الذي يكون وسط النواة، وقد قيل: إنه الذي يكون في شقها، والفتيل عندي: ما قل وحقر وصغر.

  وقد قيل: إن هذه الآية نزلت في عبد الرحمن بن عوف الزهري، وقدامة بن مظعون الجمحي، وسعد بن أبي وقاص الزهري.

  · قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ٧٨}⁣[النساء: ٧٨]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  ومما يحتجون به: قول الله سبحانه: {قل كل من عند الله}، فصدق الله ø في قوله، غير أنهم لم يفهموا التأويل؛ لأنه يقول سبحانه: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}⁣[آل عمران: ٧]، وليسوا من أولئك. وإنما أراد الله ø أن ينقض على الكفار قولهم؛ لأنه إنما كان الكفار إذا أصابهم مما يحبون من جميع الخير، مثل: الخصب، وزكاء الزرع، وكثرة النسل؛ ابتداء لهم من الله بالإحسان والمن، وتوكيدا للحجة عليهم والإنعام - قالوا: «هذا من عند الله»، وإذا أخذهم الله بشيء من فعلهم، وخبث نياتهم، وعظيم جرمهم، وإكذابهم لمحمد صلى الله عليه وآله، ولما جاءهم به، وابتلاهم الله بنقص الخصب، وقلة المطر، والزرع، والنسل - قالوا: «شؤم محمد ومن معه»؛ فأخبر الله سبحانه: أن