تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لما خلقت بيدي}

صفحة 445 - الجزء 2

  الأعلى فهم: الملائكة، ومعنى {يختصمون} فهو: يتحاورون ويجيبون ويجابون، وذلك حين قال الله لهم: {إني جاعل في الأرض خليفة}، يريد ø: آدم #، فـ {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، فـ {قال} سبحانه: {إني أعلم ما لا تعلمون ٣٠}⁣[البقرة]، يقول: إني أعلم من بركته وبركة ما يخرج منه من المطيعين - ما لا تعرفونهم، ولا تفهمونهم منهم، من لولاه ما خلقته، ولا خلقت الدنيا، محمد صلى الله عليه وآله، السراج المنير، البشير النذير؛ ألا ترى كيف قال: {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين ٧١ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ٧٢}، ومعنى {فقعوا له ساجدين} فهو: قعوا من أجل ما أظهرت فيه من عظيم صنعي ساجدين؛ فلما أن كان السجود من سبب آدم جاز أن يقول: قعوا له، وإن كان الوقوع والسجود لله من دونه؛ ولكن هذا على مجاز الكلام، كما قال: {واسأل القرية التي كنا فيها}، والقرية لا تسأل، وإنما يسأل أهلها، فلما كانت القرية من سبب أهلها، قال: سل القرية.

· قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ}⁣[ص: ٧٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:

  أي: توليت أنا خلقه بغير أبوين، كقوله: «يداك عملت هذا»: أنت فعلته، ولم تعالجه بيدك، و «أنت عملت هذا بيدك»، ولعله إنما قال بلسانه، ولم يعمل شيئا بيده.

  وقال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #، في سياق كلام:

  وأما قوله تعالى: {لما خلقت بيدي}، وقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}، وقوله تعالى: {تجري بأعيننا}، وقوله تعالى: {تعلم ما في نفسي