قوله تعالى: {قال فما خطبك ياسامري 95 قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97}
  ما لفظه:
  ومن ذلك قول موسى صلى الله عليه: {يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ٩٢ ألا تتبعن أفعصيت أمري}، فقال: ألا تتبعني، وإنما أراد: أن تتبعني، وهذا عند العرب فأعرب إعرابها، وأفصح ما تأتي به من خطابها: أن تطرح «لا» وهي تريدها، فيخرج لفظ كلامها لفظ إيجاب، ومعناه معنى نفي، وتثبت «لا» وهي لا تريدها، فيخرج لفظ كلامها لفظ نفى، ومعناه معنى إيجاب، ... (إلى آخره كلامه #).
  · قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ ٩٥ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ٩٦ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ٩٧}[طه: ٩٥ - ٩٧]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه، فيما يذكر عن نبيه موسى صلى الله عليه، {قال فما خطبك يا سامري}، إلى قوله: {في اليم نسفا}؟
  فقال: هذه مخاطبة من موسى صلى الله عليه للسامري الذي أهلك بني إسرائيل من بعد موسي. ومعنى قول السامري: {بصرت بما لم يبصروا به} يريد: رأيت مالم يروا، ومعنى: {فقبضت قبضة من أثر الرسول} فهي: قبضة تراب من أثر جبريل، رمى بها السامري في الذهب الذي جمعه ثم عمله عجلا، فدخل الشيطان في العجل، فخار لهم، فقال السامري ما قال من الكفر، بنسب