تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا ...}

صفحة 199 - الجزء 1

  ساعدهم من الأشرار، وأهل الكفر والارتياب وأمثالهم، ثم قال: {سنكتب ما قالوا}، والكتاب فهو: الحفظ من الله - تبارك وتعالى - لقولهم، وما كان من سيء لفظهم، ومعنى {قتلهم الأنبياء بغير حق} فهو: الرضى منهم بقتل آبائهم لمن سلف من النبيين؛ فلما أن رضوا بذلك كانوا من القاتلين، ولفعل من سلف من المصوبين، وفي ذلك - لا محالة - من الداخلين، ثم قال: {ونقول ذوقوا عذاب الحريق}، يخبر ø: بما يصيرون إليه، ويجازون به في الآخرة، من عذاب الحريق، والبلاء الشديد؛ جزاء على فعلهم، ومكافاة على أعمالهم.

  · قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا ...} الآية [آل عمران: ١٨٣]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @:

  وسألت: عن قول الله ø: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار

  قال محمد بن يحيى #: هذا قول أهل الكتاب، كذبوا فيه على الله ø، وقالوا زورا وبهتانا عظيما؛ فأكذبهم الله سبحانه في آخر الآية، فقال لنبيه #: {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين} في قولكم: إن الله عهد إليكم فيما سألتم؛ فلم قتلتم من جاءكم بالبينات وبالقربان الذي طلبتم؟! فأوقفهم الله سبحانه على كذبهم، وقرعهم بما كان من فعلهم.

  وقلت: ما القربان؟

  فهو: شيء كان يقربه الأولون، من طريق البر والطاعة لله سبحانه، مثل: الكباش وغيرها من الأطعمات، فتخرج نار، فتأخذ قربان أزكاهم عملا، وأقربهم عند الله ø محلا، وتدع ما ليس بزكي، ولا مقربة بمؤمن رضي،